Header Ads

اعلان

موريتانيا خارج تجمع G5 "فشل استراتيجي لولد الغزواني"


لم تعد موريتانيا التي كانت صاحبة الحل والعقد في تجمع دول الساحل ذات تأثير على ما يجري في هذه المنطقة التي تعتبر اليوم بؤرة التوتر الأكثر قلقا في القارة الإفريقية ومحط أنظار وأطماع المتصارعين والمتربصين بمختلف توجهاتهم فالغرب ممثلا في الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي يجدون في الفراغ الأمني خطر يتهددهم كونه البيئة المناسبة للتنظيمات المسلحة التي تتخذ منه ملاذا أمنا للتدريب والتخطيط لضرب المصالح الغربية في المنطقة بل حتى مهاجمة مواطنيها في عقر ديارهم بينما يفتح ذلك الفراغ الأمني شهية الدب الروسي لإلتهام نصيبه من ثروات المنطقة الطبيعية مع ايجاد موطئ قدم وتأثير في منطقة قد تكون مخزوناتها من الغاز الطبيعي بديلا عن الغاز الروسي عصب اقتصاد روسيا إلى جانب الزراعة، أما الجماعات المسلحة، من تصف نفسها بالجهادية أو التحررية فهي مجرد انعكاس لفشل نموذج فاسد من القادة العسكريين الذين كرسوا حكمهم لتلبية رغبات طبقات من رجال السياسة والأعمال الفاقدين للحس الوطني وهو تحالف المال والسلطة على نهب الثروات وسرقة أموال الشعوب المقهورة التي زرعوا فيها بذلك الفساد المقيت بذور الفتنة والعنف والتشظي.
لقد خرجت موريتانيا مبدئيا من دائرة التأثير في المنطقة بشكل عام ومجموعة دول الساحل الخمس بشكل خاص بمغادرة الرئيس السابق السيد محمد ولد عبد العزيز للسلطة، فخلفه ولد الغزواني ترك مكان سلفه شاغرا إن من ناحية لعب دور القيادة والمبادرة والتنسيق أو من ناحية الرؤية والإستباق والتخطيط ومعالجة المشاكل الداخلية للمجموعة بنجاعة وحزم.
إن خروج موريتانيا فعليا من تجمع دول الساحل لم يكن بقرار موريتاني بل كان بإعلان الحاكم العسكري لجمهورية مالي العقيد أسيمي اكويتا انسحاب بلاده من تجمع G5 القرار الذي وضع الجغرافيا الموريتانية في قطيعة مع جغرافيا بقية دول المجموعة وهي وضعية سبقها تخبط وفشل دبلوماسي وسياسي وأمني موريتاني أنذر بحدوثها.
إن موريتانيا اليوم خارج تجمع دول الساحل وهذا للأسف  الشديد فشل استراتيجي يندى له الجبين ورغم تستر القادة السياسيين عليه وتجاهل المحللين الإستراتيجين ومراكز البحث وصمت النخب فإن انعكاساته السلبية على الاقتصاد والأمن القومي لبلادنا ستكون وخيمة ولن يكون هذا النظام الفاسد الفاشل قادرا على احتواء تداعياتها الحتمية التي لا منجاة منها لكيان الدولة الموريتانية ووحدة شعبها إلا بالتخلص عاجلا من هذا النظام والإسراع في إصلاح ما أفسد وما أكثره وأعظمه.
ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
خونه ولد إسلمو


يتم التشغيل بواسطة Blogger.