Header Ads

اعلان

الشباب في مقاطعة مال ومعركة إثبات الذات في زمن الإنصاف /سيد أحمد عبدي


لم أكن يوما من دعاة الشرائحية ولكن واقع بعض تلك الشرائح يفرض على المرء أن يتحدث خصوصا إذا كان يعاني من تلك المعضلة، فمن المسلم به إذا أردنا أن نصارح أنفسنا أن المحاصصة هي واقع مجتمعاتنا وهو في اعتقادي ما يتجلي في غياب شريحة لحراطين أو تغييبها في المشهد السياسي بسبب التبعية العمياء التي يعاني منها أغلب الساكنة اضف إلى ذلك مبدأ الأحقية الذي يطبقه البعض وينادي بغيره.


فحينما تتحدث الصورة عن نفسها تكتب في هلالها ذاك الذي غيبه المجتمع بسياسة المعاناة من منطق الفوقية بين الشرائح وتكريس مبدأ الفضل، أن هناك نجم يلوح في الأفق يغير الله به الحال من حال إلى حال ويؤول قمرا ساطعا بعد أن كان متعذرا في رؤيته، تكتب الصورة وترسم على ملامح رساميها أن ظاهرة التلوين في المبادرات السياسية دون مصلحة ستصبح جزء من الماضي لأن هناك كيان يسعى لإثبات ذاته دون أن يكون ذلك على حساب الٱخرين، كل من موقفه وحلفه. 


فإذا كان الإنصاف قد أنصف مال بإعلانه مقاطعة سادسة في ولاية لبراكنة بعد أن ظل ذلك حلما يراود الساكنة والساسة أزمانا  وأعواما عديدة فإن حلم المهمشين ينتظر من يسعى جادا لتحقيقه فيحقق مبدأ الإنصاف تحت مظلة الإنصاف ومن واقع الإنصاف، في ظل الصراع الوجودي الأزلى الذي جبل عليه البشر في هذه البقعة من البلاد وتعاني منه شريحة كبيرة من العباد من ساكنة مقاطعة مال الفتية حيث تعاني تلك الشريحة من التهميش والغبن الممنهجين الذين ساعدت عليهما عوامل متعددة لا يتسع الوقت لذكرها ولكنها بادية للعيان كالشمس في كبد السماء.


إن هؤلاء الشباب يخوضون معركة إثبات الذات بالانتماء العرقي في مقاطعة مال حينما أدكوا بوضوح أن كل شيء يتم بالطريق التي تخدم فئة معينة وشريحة معينة إن أردنا أن نكون صريحين موضوعيين، لذلك اختاروا نهجا أكثر واقعية وتصالحا مع الذات من أجل المصلحة وانتزاع مبدأ الإنصاف.


خالص تحياتي وتقديري لكم جميعا. سيد أحمد عبدي

يتم التشغيل بواسطة Blogger.