وطن للبيع فمن يشتري؟! / خونه ولد إسلمو

في سابقة خطيرة يدعوا رأس النظام المتحكم في الدولة رجال أعماله جهار في نهار رمضان لوليمة رجس دون أدنى مراعاة لقدسية الوطن المبتلى وحرمة الشهر الفضيل، فيهرعوا إليه متداعين على قصعة الوطن الغني "الفقير" ليشبعوا نهمهم للحرام بأكل ما تصل إليه أيديهم من قوت شعب مطحون.

إن تاريخ عصابة رجال أعمالنا أباطرة النهب والتطفيف والربا حافل بالسطو على مقدرات البلاد المنكوبة من خلال رخص استغلال تمنح لهم  دون وجه حق وصفقات يحصلون عليها بالمجان وشركات يتم تفليسها وتركها تتردى في وضعية مزرية ثم بيعها لهم بمبالغ رمزية.

 لقد كدست طبقة رجال إعمال الرشوة والقبلية ثروات طائلة على حسابنا جميعا جمعوها بطرق غير مشروعة وبتواطؤ مع نخب مسلوبة الإرادة والضمير وفي ظل صمت مطبق للطبقات المحرومة المكلومة، إن من نسميهم خطأ برجال الأعمال ليسوا سوى رجال جمع المال، مثلهم كقوم لوط في شراهتهم للحرام فهم فقط لا يريدون سوى تحصيل المال دون عناء ودون شرف.

إن دعوة رأس النظام لرجال أعماله وخاصته، لا تستبطن شيء أيها الشعب بل هي إعلان رسمي عن مزاد علني لبيع مؤسسات الدولة لمن توفر فيه أحد الشرطين، الولاء والطاعة أو القرابة والجهة أو هما معا.

إن إقدام نظام فاشل وضعيف على التصرف في مؤسسات الوطن بهذه الدرجة من السفاهة تتطلب ممن يخوله العرف الحجر عليه، أن يبادر إلى ذلك حفاظا على كيان البلد وسيادته الداخلية قبل أن يكون أمرها دولة بين الأغنياء المسغوبين. 

خونه / إسلمو