ماوراء اعتزال الفخامة للسياسة وتذمر كنته / الإعلامي إبراهيم خطري
إن المتتبع للمشهد السياسي الوطني وبولاية اترارزة خاصة يدرك بوضوح مدى اعتماد الأنظمة السياسية المتعاقبة على حكم البلاد على المشايخ ورجال القبائل النافذين ويعد أي تذمر للشيخ تقليدي ( ديني - قبلي) بداية إعلان صفارة التمرد على النظام...ويعد البيان الصادر اليوم عن الشيخ الفخامة والذي أعلن فيه اعتزاله مؤقتا للسياسة مختصرا أسباب دخوله السياسة في سعيه للحصول على مكاسب سياسية لبوتلميت واترارزة عموما وولاية لبراكنه
يعتبر هذا تلميح وإشارة واضحة لأماكن نفوذ الشيخ الفخامة الذي كان من أكثر المشايخ تواصلا مع الرئيس هاتفيا وفي أي وقت...
وحسب قراءتي المتواضعة فإن هذه الاستقالة مؤشر خطير ينضاف إلى التذمر الحاصل لدى بعض قبائل المنطقة الشرقية (كنته نموذجا)
حاول الفخامة إظهار امتعاضة بهذا الاعتزال الذي وصفه بالمؤقت الذي قد تكون أسبابه المعلنة إحساس الفخامة بأن الوزير الذي تم اختياره (وزير النقل) والمحسوب نسبيا على جماعته لم يتم التشاور معه على اختياره
وهناك أسباب أخرى استراتجية ومهمة جدا
وهي شعور معظم نشطاء وساسة المنطقة الگبلية بهيمنة العسكر على المشهد السياسي وهي هيمنة تقصى المنطقة الگبلية التي لا يوجد لها تأثير داخل المؤسسة العسكرية المحرك الفعلي للعمل السياسي الجاد بالبلد وإن كانت منطقة لبراكنة الآن تحظى بصعود نجم ضابط يعد من خيرة ضبابط المؤسسة العسكرية....
هذا الشعور تحدث عنه بيرام في إحدى خرجاته الإعلامية حيث قال بأنه يتمنى أن يكون غزواني آخر رئيس من ضباط 78 الذين خربوا البلاد على حد وصفه....
تذمر الفخامة اترارزة + كنته في الشرگ + رجل الأعمال محمد بوعماتو بالإضافة إلى منطقة باركيول وامبود والقوى الحية من شباب الحراطين داخل النظام يعد مؤشرا يتطلب مراجعات جذرية للمعادلة السياسية التي يجمع الجميع على غياب جناح سياسي قوي للنظام حاليا فيها.
نقلا من صفحة الإعلامي إبراهيم خطري على الفيسبوك