علاج جديد لسرطان البروستاتا
منح علاج تجريبي جديد الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الشديد، الذي قاوم العلاجات الأخرى، أملاً بحياة أطول، وفتح الباب لشكل جديد واعد من علاج هذا النوع من السرطان، وفق صحيفة نيويورك تايمز.
فقد أفاد باحثون بأنه من بين الرجال الذين تلقوا العلاج الجديد، كان هناك انخفاض بنسبة 40 في المئة في الوفيات خلال فترة التجربة السريرية، مقارنة بمرضى مشابهين تلقوا علاجاً قياسياً فقط.
ويعتمد العلاج الجديد على جزيء مشع لاستهداف بروتين على سطح خلايا سرطان البروستاتا. والدراسة التي نشرت في مجلة نيو إنغلاند الطبية، تابعت 831 مريضاً مصاباً بمرض متقدم في 10 دول لفترة وسطية تبلغ مدتها 20 شهراً.
وسرطان البروستاتا هو السبب الثاني للوفاة بالسرطان بين الرجال الأميركيين بعد سرطان الرئة، ويقدر أن 34130 رجلاً سيموتون بسبب سرطان البروستاتا هذا العام. ويتم تشخيص إصابة واحد من كل ثمانية رجال بالمرض في مرحلة ما من حياتهم، ويزداد الخطر مع تقدم العمر، ويعد السرطان أكثر شيوعاً عند الرجال ذوي البشرة السمراء.
آراء الخبراء
تقول كارين كنودسن، الرئيسة والمديرة التنفيذية لجمعية السرطان الأميركية: «هذا شيء جديد. أنت تقود الإشعاع مباشرة إلى السرطان نفسه، إنها استراتيجية أكثر تعقيداً بكثير لاستهداف الورم»، مضيفة: «أنت لا تدمر الخلايا السرطانية فقط، بل أنت من خلال هذا العلاج تقصف بذكاء المكان الذي وجده الورم لنفسه ليعيش فيه».
وتضيف الدكتورة كنودسن: «لا علاج نهائياً لسرطان البروستاتا النقيلي، وهناك حاجة ملحة لعلاجات جديدة، حيث تعتمد معظم علاجات إطالة العمر على تثبيط أو منع الأندروجينات، وهي هرمونات الذكورة التي تغذي سرطان البروستاتا».
من جهته، يقول الدكتور فيليب كانتوف رئيس قسم الطب في مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان في نيويورك: «يفتح هذا الباب أمام العلاج الإشعاعي الدقيق الذي يستهدف الجزيئات الأخرى التي على سطح الخلايا السرطانية الأخرى».
تفاصيل العلاج
العلاج الاستقصائي، المسمى lutetium-177-PSMA-617، يجمع بين مركب يستهدف بروتيناً على سطح خلايا سرطان البروستاتا، يُسمى مستضد غشاء خاص بالبروستاتا، أو PSMA، مع جسيم مشع يهاجم الخلايا.
ويقول الدكتور أوليفر سارتور، الباحث الرئيسي المشارك في التجربة والمدير الطبي لمركز تولين للسرطان: «إن بروتين PSMA، الذي يمكن اكتشافه عن طريق التصوير بالأشعة، يكون حصرياً تقريباً على خلايا سرطان البروستاتا، وبالتالي فإن العلاج يسبب ضرراً أقل للأنسجة المحيطة».
وعلى الرغم من أن البروتين ليس في كل مكان في أورام البروستاتا، فإنه في أكثر من 80 في المئة من الحالات. ومن بين المرضى الذين تم فحصهم من أجل التجربة، كان 87 في المئة إيجابيين لبروتين PSMA.
وقد شملت الدراسة رجالاً مصابين بنوع من سرطان البروستاتا النقيلي يسمى سرطان البروستاتا المقاوم للإخصاء، وكان جميع المرضى يعانون من المرض الذي تطور على الرغم من العلاجات الكيميائية والهرمونية لقمع وحجب الأندروجينات.
وتم تعيين المشاركين عشوائياً لتلقي العلاج التجريبي، الذي يُعطى كل ستة أسابيع في ما يصل إلى ست جرعات جنباً إلى جنب مع العلاج القياسي، أو لمواصلة الرعاية القياسية وحدها، ولكن دون علاج كيميائي أو نظائر أخرى.
بعد فترة متابعة متوسطة بلغت 21 شهرًا، نجا المرضى الذين خضعوا للعلاج التجريبي لمدة 15.3 شهرًا في المتوسط، مقارنة بـ11.3 شهرًا لأولئك الذين تلقوا رعاية قياسية فقط، بانخفاض قدره 38 في المئة. وكانت أورامهم أكثر عرضة للتقلص، ومستويات مستضد البروستاتا النوعي كانت أكثر عرضة للانخفاض، وخطر تطور السرطان لديهم انخفض بنسبة 60 في المئة.
ويقول الباحثون إن الآثار الجانبية، الأكثر شيوعاً، التعب وجفاف الفم والغثيان، كانت أكثر انتشارًا بين أولئك الذين يتلقون المركب مقارنة بمن لم يفعلوا ذلك، ولكن لا يبدو أنها تؤثر بشكل كبير في نوعية الحياة. وأكد الدكتور سارتور أن: «العقار الذي تم اختباره نجح، حيث فشلت الأساليب الأخرى».
وأضاف: «هؤلاء المرضى تلقوا جميع العلاجات المتاحة بشكل أساسي.. هذا هو الدواء الأول الذي يستهدف الورم والذي تنتج عنه في الواقع فائدة عامة للبقاء على قيد الحياة بين المرضى الذين تم علاجهم مسبقاً بشكل لا يصدق».
معلومات مهمة
■ الدراسة تابعت 831 مريضاً مصاباً بمرض متقدم في 10 دول لـ 20 شهراً
■ يعتمد العلاج على جزيء مشع يستهدف بروتيناً على سطح الخلايا الخبيثة
■ علاج دقيق يسبب ضرراً أقل للأنسجة المحيطة من العلاجات الكيميائية
■ خطر تطور السرطان لدى المصابين انخفض بنسبة 60 في المئة
■ انخفضت الوفيات بنسبة 40 في المئة خلال فترة التجربة السريرية
■ الدواء الأول الذي يستهدف الورم نتجت عنه فائدة عامة للبقاء على قيد الحياة