جريمة وطنية على مسرح ولاته
ليس كل طريق يؤدي بنا إلى الأيقونة المنشودة و الضالة المفقودة الوحدة
الوطنية فلقد ضللنا أو ضللنا للأسف عن الطريق الأقصر و الأسلك نحوها و هو المساواة الوطنية فرغم المحاولات الأدبية في ليالي
ولاته الشتوية التي طغى على قوافيها المجترة كعادة الشعر المناسباتي التكلف المخل
و الخيال الضحل فالتغني بما ليس موجود أولى منه إذا صدقت النيات و الأمنيات النقد
الموضوعي للواقع و استنهاض الهمم لتجاوزه و شحذ القرائح بالأفكار المبدعة لتغييره
, إن المنحى الذي اتخذه منتجوا النصوص ( الشعرية , الغنائية , المسرحية ) في أماسي
أو مآسي ولاته التراثية منحى فيه جناية مع
سبق الإصرار و الترصد ترتكب في حق الوطن ماضيه و حاضره و مستقبله فمحاولة طمس
معاناة لا تزال شواهدها ماثلة هو أشبه من حيث الشكل و المضمون بجريمة القنصلية
الماكرة فكأن الأمر هو نفسه و كذا المخططون و المنفذون سبحان
الله , فحين يشد الشعراء و أهل الثقافة و
الفن رحالهم إلى مسرح ولاته في موعد لم يتأخروا عنه كعادتهم و حين يحلون عقد
ألسنتهم و يحاولون بغباء حد السذاجة أن
يحكمون وثاق الفكر و الحقيقة بحبال كذبهم القصيرة و يتفقون بصدفة أشبه بالمعجزة
على رواية واحدة للتاريخ يصرون فيها على أنا العبودية التي كانت تعيش بيننا حتى
الأمس القريب و فوارقها الإجتماعية و الإقتصادية و السياسية التي كانت تأرق بالنا و ضميرنا الجمعى مجازا فجأة و في لمح البصر أذيبت بحمض
من مكونات الملح الولاتي و كل ما يتطلبه
الأمر منا كشعب و كدولة لمحو أثارها الدالة المُدينة هو إضفاء طابع فني ساخر على الجناية
العابرة للتاريخ و الجغرافيا و الاستعانة
بخدع بصرية ثلاثية الأبعاد شعرية
فنية كوميدية صنعت في موريتانيا موجهة
لذوي الإعاقة البصرية و الذهنية المصابين بعمى الألوان و الأذواق على أن نسدل
الستار في مشهدنا الختامي على من سيتولى لعب
دور القنصل صاحب المعالي "كومبارس" و هو يهرول منتشيا صعودا و هبوطا من سفح إلى قمة جبل ولاتة الشامخ الشاهد الحي الوحيد
هناك على عصور العبودية و في لحظة لهث و نفث يصرخ كومبارسنا المأجور بصوت مبحوح " إن العبودية مرت من هنا لم تمكث كثيرا استلمت
الأوراق المطلوبة و خرجت من الباب الخلفي و مضت لشأنها سالمة معافاة " فمن نصدق
نحن ! أنفسنا أم الكومبارس الوهم ؟؟ .
خونه ولد إسلمو
المدير الناشر لموقع ملامح موريتانية
zeinabidin2011@gmail.com
خونه ولد إسلمو
المدير الناشر لموقع ملامح موريتانية
zeinabidin2011@gmail.com