Header Ads

اعلان

إلى شرطة القمع ...في يومها الوطني

 


عيد بأية حال عدت يا عيد ... بما مضى أم بأمر فيك تجديد 

كأي قطاع مدني وعسكري أو أمني في موريتانيا يعيش قطاع الشرطة الوطنية أوضاعا ليست بالمثالية بل هي أقرب إلى الفوضوية الإدارية والفنية هيكليا وبنيويا، منها ما سببته سنوات بل عقود من الإهمال والتسيب ومنها ما هو متجذرة بفعل ممارسة المسؤولين عن القطاع.

إن الأوضاع المزرية لأفراد هذا القطاع الحيوي المادية والمعنوية تلقي بظلال قاتمة على أدائه ومردوديته الأمنية فالرواتب هزيلة والتكوين المستمر منعدم والترقيات تخضع لمعيار واحد هو الوساطة والأدهى والأمر أن العناصر المجدة المثابرة هي ضحية منسية لثلة جشعة من الضباط الشرهين للمال الحرام الذين دفعت بهم الوساطة والمحسوبية إلى صدارة قطاع تتناقض قيمه مع جبلتهم السيئة.

لكن سنة الله في خلقه ستبقى هي السائدة فإن كان هناك طالحون يطوفون فوق السطح فإن هناك كذلك لألاء ودرر كامنة في قاع هذا القطاع الحيوي لأمن البلاد وسكينة أهلها، إنهم أفراد وضباط صف وضباط شرفاء ومخلصون يخدمون الوطن ويؤدون الواجب بكل مهنية وأخلاق رفيعة ويجسدون بجلاء شعار الشرطة في خدمة الوطن والشعب، هؤلاء هم من يستحقون الثناء والتهنئة والتكريم فهم من تلمس فيهم رحمة ورأفة حين تحتاج المؤازرة والحزم والصرامة عند انفاذ القانون لا يفرطون في الواجب ولا يفرطون في أدائه.

منذ أيام الجامعة انطبعت هاتين الصورتين في ذهني عن قطاع الشرطة واحسبها رؤية متوازنة نابعة من احتكاك مباشر مع أفراد هذا القطاع في ساحات الاحتجاجات الطلابية والسياسية والحقوقية وكان أخر ذلك ما تعرضت له ضمن الوفد المرافق للرئيس السابق خلال زيارته لمدينة أنواذيبو من مضايقات وتهديدات وخشونة لفظية ومحاولات اعتقال.

إن الشرطة هي قطاع أمني وجد لحفظ الأمن والسكينة العامة ولا يجب أن يرضي له أفراده الصالحون أن يكون أداة طيعة في خدمة أجندة الأنظمة كما يريد له وزير الداخلية الحالي محمد أحمد ولد محمد لمين ولد لحويرثي الذي يضيق صدره بكل صوت معارض للفساد الذي ينتهجه نظام ولد الغزواني الذي نهب خيرات البلاد وعاث فيها فسادا ويبذل جهده لتكميم أفواه السياسيين والمدونين والصحفيين الأحرار الناطقين بالحق المنافحين عن حقوق الشعب الموريتاني وسيادة بلادهم.

فتحية إجلال وتقدير لشرطة الشعب التي تخدم الوطن بكل تضحية وتفاني والرحمة لشهدائها الأبرار الذين سقطوا في ساحات الشرف دفاعا عن شرف موريتانيا وأمنها وكل التقدير والاحترام للمتقاعدين والمفصولين ظلما الذين سطروا بعرقهم مجدا وسمعة لهذا القطاع.

أما شرطة القمع التي تسعى لتدجين الشعب وتمكين المفسدين من رقابنا فرسالتنا لهم هل أنتم منتهون قبل أن يسجل عليكم التاريخ أنكم رهنتم الوطن لعصابة من المفسدين، فلا تبيعو أخرتكم بدنياكم أصلحكم الله.

يتم التشغيل بواسطة Blogger.