اعتقال رئيس بيرو بعد ساعات من عزله

 

أدت السياسية دينا بولوارتي اليمين لتولي الرئاسة في بيرو بعد عزل الرئيس بيدرو كاستيلو بموجب تصويت لمساءلته في برلمان البلاد واعتقاله في أعقاب محاولته التمسك بالسلطة من خلال حل الكونغرس.

وتجاهل المشرعون محاولة كاستيلو ومضوا قدماً في مساءلته المقررة سلفاً، فوافق 101 عضو على عزله وعارض العزل ستة أعضاء وامتنع عشرة عن التصويت. وأعلنت النتيجة وسط هتافات عالية واستدعى المجلس التشريعي نائبة الرئيس بولوارتي لتولي المنصب بصفة مؤقتة.

وأدت بولوارتي اليمين الدستورية لتولي الرئاسة حتى عام 2026، لتصبح بذلك أول امرأة تتولى رئاسة بيرو.

محاولة انقلاب

ووصفت بولوارتي تحرك كاستيلو لحل الكونغرس بأنه «محاولة انقلاب» وقالت إن حكومة تشمل جميع الأحزاب ستُشكل.

وأعلنت السلطات اعتقال كاستيلو واتهامه بارتكاب جريمتي التمرد والتآمر لمخالفة النظام الدستوري.

وأظهرت قنوات تلفزيونية كاستيلو يغادر مركزاً للشرطة وأفادت أنه سيُنقل إلى سجن تديره الشرطة.

وكان كاستيلو قد قال في وقت سابق، إنه سيحل الكونغرس مؤقتاً ويدشن «حكومة استثناء» ودعا إلى انتخابات تشريعية جديدة.

وأدى ذلك إلى استقالات لوزراء بارزين بالحكومة واتهامات عن «انقلاب» أطلقها أعضاء من المعارضة وحلفاء. وحذرته الشرطة والقوات المسلحة من عدم دستورية محاولته حل الكونغرس.

القصور الأخلاقي

واستدعى الكونغرس كاستيلو الأسبوع الماضي للرد على اتهامات «بالقصور الأخلاقي» فيما يتعلق بالحكم. وفي أكتوبر، قدم مكتب المدعي العام شكوى دستورية ضد كاستيلو تدعي توليه زعامة «منظمة إجرامية» للتربح من تعاقدات الدولة وعرقلة التحقيقات.

ووصف كاستيلو «53 عاماً» المزاعم بأنها «افتراء» من جماعات تسعى للاستفادة منها والاستيلاء على السلطة التي انتزعها الناس منهم في الانتخابات.

ونجا اليساري والمعلم السابق الذي أصبح رئيساً للبلاد من محاولتين سابقتين لعزله منذ توليه المنصب في يوليو 2021.

لكن بعد إعلانه أنه سيحل الكونغرس تخلى عنه الحلفاء واستقال الوزراء. وانتقدت السفيرة الأميركية مسعى كاستيلو.

وغردت ليزا كينا، سفيرة الولايات المتحدة في بيرو، على تويتر تقول «ترفض الولايات المتحدة تماماً أي عمل غير دستوري للرئيس كاستيلو لمنع الكونغرس من الاضطلاع بتفويضه».

وفي وقت لاحق قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن ترحب بتعيين بولوارتي. وأضاف في بيان أن الولايات المتحدة «ستدعم بيرو تحت قيادة حكومة الوحدة التي تعهدت الرئيسة بولوارتي بتشكيلها».

وأشاعت التطورات الاضطراب في الأسواق في ثاني أكبر منتج للنحاس في العالم، على الرغم من قول محللين إن عزل كاستيلو الذي خاض صراعاً مع الكونغرس المناوئ منذ توليه السلطة قد يكون إيجابياً للمستثمرين.

وعانت بيرو من سنوات من الاضطرابات السياسية وشهدت مواجهات كبيرة بين الرئيس والكونغرس من قبل.