الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان السادس 06 من أغسطس موعد مع تاريخ حافل بالعطاء
سمو الشيخ زايد بن سلطان أل
نهيان غفر الله له و أسكنه فسيح جناته أول رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة و
مؤسس أول فدرالية عربية حديثة و مستضيف أول قمة خليجية كان ذلك في 25 مايو 1985 و هو وسيط السلام الأول وصاحب العهد والمواثيق في عالمنا العربي حيث نجحت وساطته
في نزع فتيل خلافات كانت مزمنة و متفاقمة أحيانا بين بعض الأشقاء العرب كما
هو الحال في النزاع بين اليمن الجنوبي و سلطنة عمان و الخلاف الحاد بين
جمهورية مصر و دولة ليبيا.
ولد الشيخ
زايد في 06 مايو 1918 بقصر قلعة الحصن الذي بناه والده الشيخ سلطان بن زايد بن
خليفة سنة 1910 بإمارة ابوظبي التي تولى الشيخ زايد نفسه حكمها عام 1966 خلفا
لأخيه شخبوط بعد تجربة رائدة اظهر فيها طموحه و تفوقه و مهاراتها القيادية حين
تولى في الثامنة و العشرين من عمره حكم مدينة العين التي إلتف حوله أهلها ببدوهم
وحضرييهم بعد أن استطاع أن يكسب ثقتهم و احترامهم و إخلاصهم لما برهن عليه من خبرة
في كافة المجالات السياسية و الإدارية ما انعكس ايجابيا على جميع مناحي حياة
ساكنة المنطقة الشرقية.
في السادس
من أغسطس سنة 1966 كانت إمارة ابوظبي على موعد مع التاريخ موعد ستبقى تفاصيله
محفورة بعمق و محبة في الذاكرة حيث تولى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حكم الإمارة
المنصب الذي أطلق منه الشيخ زايد الجسر الذي سيوحد من خلاله لاحقا الإمارات
المتصالحة و البوابة التي أتاحت للإنسانية أن تدلف من خلال افقها الرحب على خصال
شخصية عالمية فذة جمعت نهجين فريدين في القيادة هما الشورى في الأمر و
القدوة في العمل فبهذه الفلسفة الراقية التي وحدت بين الأصالة المستمدة من الدين
الإسلامي الحنيف و الثقافة العربية العريقة مع المعاصرة و الحداثة بمعانيها
النبيلة المشتركة بين الإنسانية متمثلة في استلهام تجليات العلوم الحديثة في
مجالات السياسة و الإدارة و التعليم و الإنماء و التعمير , استطاع سموه العبور
بإمارة ابوظبي نحو فضاء يتسع لطموحات القائد الذي يخوض تحدي النجاح في كسب رهان
ملحمة بناء الإنسان بالتوازي مع بناء الوطن فتحولت إمارة ابوظبي إلى إحدى حواضر
العالم الحديثة التي تتمتع بانجازات تواكب الحضارة و تحقق رفاه الإنسان و ذلك في
زمن قياسي بفضل جهوده المخلصة التي برعاية الله و توفيقه كللت بنجاح كان بداية
مشوار أخر أهم و حلم اكبر و تاريخ واعد و مسار حافل بالعطاء هو بناء الاتحاد الذي
هو من بناة أفكار سمو الشيخ زايد الملهمة و التي وجدت أمامها أرضية خصبة تمثلت في
التوجه الوحدي المتأصل في فكر صاحب السمو راشد بن سعيد أل مكتوم حاكم دبي الذي كان
الجناح الثاني الذي حلقت به فكرة الاتحاد لتحط الرحال في دفئ أحضان إخوانه حكام
الإمارات المتصالحة الذين روت منابع هذه المبادرة الخيرة للشيخ زايد عطشهم للاتحاد
الذي هو طريق القوة و سبيل العزة و الصراط الذي يكون الفلاح رفيق سالكه و
زاده فيه الخير المشترك , و لم يوفر الشيخ زايد جهد و لا وقتا و لا مالا حتى أبصر
اتحاد إمارات الخير النور.
حينها وضع
سموه نصب عينيه سعادة المواطن و بناء دولة بمقاييس عصرية أسسها القوية جذور الماضي
و سقف طموحها تحقيق المرتبة الأولى في شتي المجالات و على مختلف الصعد فسخر لذلك
الإمكانات المادية لإمارة ابوطبي و خبراتها الإدارية و الفنية المتراكمة كل ذلك في
خدمة الدولة الاتحادية التي هي أعز أمنياته و أسمى أهدافه و بمشيئة الله و بعونه
ارتفع الطود الشامخ لاتحاد الإمارات العربية المتحدة ليعانق الحلم الاتحادي الذي
هو الوسيلة و الغاية و في غضون سنوات قليلة تحقق ما كان بعيد المنال فحقا " على قدر أهل العزم ... " و تجسدت معجزة الاتحاد في دولة مزدهرة هي ثمرة
تضافر الجهود المخلصة الصادقة و العزيمة القوية و الإرادة الموحدة لسمو الشيخ زايد
بن سلطان آل نهيان و إخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى لإتحادي حكام الإمارات
إن القيادة الحكيمة و العطاء السخي و الصبر و
الاجتهاد و النوايا الطيبة و الصدق و الإخلاص هي سر شخصية زايد الخير و سر تفوق
إمارات الخير ....خونه ولد اسلمو (ملامح موريتانية)