اجتماعات الكابينت "سري للغاية"
اجتماعات الكابينت "سري للغاية"
اجتمع الكابينيت مجلس الحرب الاسرائيلي هذا الأسبوع لمرتين متتاليتين دون أن يخرج الاجتماع بنتيجة حاسمة حسب المعلن وهو بصدد اجتماع ثالث في مقبل الأيام الأربعاء تحديدا وقبل ذلك اجتمع رئيس الموساد المقال مع قادة أحزاب المعارضة الذي صبوا جام غضبهم على نتنياهو وكأن روني بارنر أخبرهم بما لم يسمعوا من قبل، إن الاسرائيليين يختلفون في ديمقراطيتهم المفصلة على مقاس دولة الأبرتايد والاحتلال على ما يخص شؤون الحكم والسياسة ويتفقون على مواصلة ممارسة الظلم والاضطهاد اتجاه الشعب الفلسطيني.
ليس صحيح حسب القراءة المتأنية لمجريات الأحداث أن الاجتماعات كانت عاصفة وخصصت لمناقشة إدخال الغذاء وتوسيع العمليات، فكيف يعقل أن الخلاف بين أعضاء الكابينيت هو حول هاتين النقطتين والكابينت نفسه هو من اتخذ القرار بتوسيع العمليات وإغلاق المعابر فما الذي استجد، أهو صحوة ضمير أم حرمان للفلسطينيين من بعض الرحمة التي تحيطهم بها حكومة نتنياهو؟!
إن الخطة التي يسعى نتنياهو وحكومته اليمينية تمويهها هي حسب المنطق والمعقول متعلقة بالأسرى أكبر هم يثقل كاهل الحكومة اليمينية.
لقد أعلنت حركة حماس منذ أسابيع أن القصف الجوي العنيف الذي أودى بحياته المئات من النساء والأطفال والرجال المدنيين الأبرياء والعمليات العسكرية البرية المصاحبة له وضعا مصير نصف الأسرى الأحياء على المحك فإما أن تتراجع القوات البرية أو سيكون الاقتراب من مواقع احتجاز الأسرى توقيع بإنهاء حياتهم من طرف حكومتهم، كما أعلنت بعد ذلك عن فقدانها الاتصال بالمجموعة الآسرة للأسير المزدوج الجنسية الإسرائيلي الأمريكي "جدعان"
لقد جمعت إسرائيل من مصادر متعددة ومتنوعة معلومات متفرقة عن الأسرى والأكيد أن أجهزتها الأمنية تكون قد تمكنت من ربط تلك المعلومات وتشكيل تصور أولي أو صورة متكاملة أو شبه متكاملة عن تلك المواقع أوهي بصدد ذلك.
إن الخوف على حياة الأسرى هو مصدر الخلاف بين أعضاء الكابينيت المجتمع للمصادقة على خطة دقيقة لتحريرهم باستخدم التكنولوجيا المتطورة إضافة إلى التقنيات الروسية الحاسمة في مجال تحرير الرهائن "استخدام الغازات والمواد الكيميائية التي تشل عمل الأعصاب"
إن ما نحن بصدده الآن هو توافق إسرائيلي على استخدام مبدأ أعلى درجات التكتم حول العمليات للحفاظ على حياة الأسرى ولضمان نجاح العمليات المصادق عليها، فمثلا حين ينفذون عملية تحرير فاشلة ويقتل خلالها الأسرى والأسرين يتكتمون على نتائج العملية وكذلك حين ينفذون عملية تحرير ناجحة يستخدمون نفس المبدأ ولا يعلنون عن النتائج وذلك كي لا تتخذ حركة حماس إجراءات احترازية قد تفشل الخطة ولمباغتة الأسرين الموجوين حالة تأهب مع تعليمات بالتخلص من الأسرى في حالة شعورهم بتعرضهم لعملية مداهمة والتي تم استبدالها بالاختراق والتنويم.
وعليه فإن هذه الحرب التي حان الوقت أن تصل إلى نهايتها لا يريد لها نتنياهو أن تضع أوزارها قبل تحقيق أهدافه السياسية بالتالي فإن من الحكمة أن تجنح حركة حماس إلى التوافق مع الموقف الحاضنة العربية وتجلس على طاولة الحوار مع حركة فتح تمهيدا لإرساء تفاهمات فلسطينية حول الحكم والسلاح في غزة والإنخراط في منظمة التحرير الفلسطينية وتبني موقف رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية السيد محمود عباس أبو مازن وحرمان نتنياهو ومجموعة الكابينيت من الذرائع التي يوهمون العالم أنها وراء استمرارهم في الحرب على غزة حرب المجازر والتجويع.
خونه ولد إسلمو/ المدير الناشر لموقع ملامح موريتانية