ظلم ولد عبد العزيز خِيارُُ أم اضْطِرارُُ؟
لا أحد يجادل في أن الرئيس السابق السيد محمد ولد عبد العزيز يتعرض منذ سنتين لظلم فج وتصفية حسابات مقيتة وصلت حد محاولات خسيسة لتصفيته جسديا، وقد قاوم بإيمان وإرادة شتى صنوف الظلم والجور التي تفنن الجبناء في ابتداعها ليلحقوا به الضرر جسديا ومعنويا وهاهم اليوم بتواطؤ مع القضاء الخاضع لرغباتهم والسلطة التي تحولت إلى رهينة لأجنداتهم يعيدون استنساخ الحصار الجائر لشِعب بني هاشم فكما أطبق عتاة مجرمي قريش الخناق على الجد عليه أفضل الصلاة والسلام هاهم عملاء صهيون يفرضون حصارا مشابها على الحفيد الأسير بطل الحرب ضد الفساد الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي لم تترك له وطنيته الخالصة وحزمه في مواجهة الفساد صديقا ولا قريبا فقد تمثل بحق مقولة الخليفة أبوبكر الصديق رضي الله عنه: "الضعيف فيكم قوي عندي حتى أريح عليه حقه إن شاء الله، والقوى فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله." وذلك ما جر عليه كل هذا التهافت والتآمر وألب عليه جميع هؤولاء الأعداء المتنافرين المتحالفين.
لقد طبخ ملف الرئيس السابق على نار هادئة في أروقة رئاسة الجمهورية وقبلها في دهاليز أجهزة مخابراتية معادية، قبل أن يسلك الدروب المظلمة في الجمعية الوطنية التي خرج منها وقد لطخت صفحاته المشوهة الضغائن والاحقاد السياسية، ليعهد أخيرا إلى النيابة العامة بمهمة ترميم أوراقه التالفة فلم تبخل في المحو والقص والشطب والحذف والتكييف وتطفيف على حساب العدالة، تارة تلبية لأوامر الوزير الوصي الصريحة وتارة شططا في النزول عند رغباته الباطنة.
لقد شكلت فترة حكم الرئيس محمد ولد عبد العزيز قطيعة كلية مع إرث من التبعية للأجنبي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا حيث أعاد للبلاد سمعتها وألقها وللسيادة الوطنية رمزيتها واحترامها، وليست استضافة القمتين العربية والافريقية إلا تتويج للمسار الناجح لدبلوماسيتنا فقد كانت موريتانيا طيلة تلك الأعوام المباركة حاضرة ومؤثرة تأخذ زمام المبادرة وتتصدى بشجاعة للقيادة لأنه كان لديها رئيس بكل ما تحمل الكلمة من معنى يمارس السلطة بأهلية وواجباته كرئيس للجمهورية بصلاحيات كاملة، وليس رهينة تتحكم فيه لوبيات المفسدين ومافيا رجال الأعمال.
لقد تحولت موريتانيا في غضون السنوات الثلاث الماضية إلى دولة أبناء الذوات فهم وحدهم من يحتكرون التعيينات والرخص والمزايا والتسهيلات الاقتصادية والمالية والاكتتابات والترفيعات والترقيات في القطاع العام والمؤسسة العسكرية والأمنية التي أصبحت اليوم نموذجا صارخا للتفاوت الطبقي.
لقد حارب ولد عبد العزيز من أجل إرساء دولة مواطنة ونجح في خلق وعي لدى أبناء الطبقات المهمشة بأهمية وجود دولة تحمي حقوق الجميع ويعيش الجميع في كنف عدالتها، ومن أجل ضرب هذا النموذج الواعد في العمق عملت الأحلاف الأسرية والقبلية الحاكمة المتحكمة على البحث عن أنجع وسيلة للتخلص من قائد هذا التوجه الذي يهدد مستقبل مصالحها الذاتية وقد وجدت شركاء وحلفاء خارجين كان يؤرقهم ايجاد مكيدة للإنتقام والثأر من الشخصية الكارزمية الوطنية العروبية التي تجرأت على طرد سفارة اسرائيل ووقفت بحنكة وحزم في وجه فوضى الربيع العربي واصطفت بشجاعة إلى جانب الموقف الذي يصون الأمن القومي لأمتنا.
لقد اختار ولد الغزواني خلال السنوات الثلاث العجاف الانحياز للظلم بالسكوت عنه ثم المشاركة فيه بالدوس على المادة 93 من الدستور ولم يبقى أمامه فيما تبقى له سوى أن يتدبر ويعمل بما جاء في قوله تعالى: (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم) صدق الله العظيم
خونه ولد إسلمو