ولد الددو يذم ولد الغزواني بما يشبه المدح

بسم الله والصلاة على المصطفى المختار الذي لا تجتمع أمته على الضلال والسلام على صحبه والآل والحمد لله على مشيئة الأقدار أما بعد فإن التدليس من صفات أهل السياسة التي لا تفارقهم في جميع الأحوال أما العلماء فما يقع منهم في هذا الباب إنما قاعدته الشذوذ فاللسان يزل كما تزل القدم لكن المهادنة لا تقتضي المداهنة، وإن كان ليس سرا أن جماعة الإصلاحين الوسطيين -لا أقول تواصل المؤسسة الحزبية ولا الإخوان المسلمين التنظيم السري- عقدوا مع نظام ولد الغزواني صلحا مستنسخا من صلح الحديبية، تضع بموجبه الحرب الإعلامية والميدانية أوزارها لخمس حجج وهو الصلح الذي سمح لبعض رموز الإصلاحيين بالانتقال إلى صفوف نظام ولد الغزواني على سبيل الإعارة بلغة أهل الرياضة مقابل عقود توظيف وخدمات مغرية ومجزية كما أغلق مؤقتا باب الهجرة المعاكسة فلم يستقبل تواصل ولم يرحب كعادته بأي منضم جديد منسحب من النظام إلتزاما ببنود الصلح "المجحود".

ثم إن ما طالعنا من كلام في السياسة للفقيه العالم محمد الحسن ولد الددو يدخل تحت أحد بنود ذلك الصلح "وإن بيننا وبينكم عيبة مكفوفة" لقد كفر الإصلاحييون عن ما أقدم عليه "أبو بصير" مرتين مرة عندما أرغموا أنف ذراعهم الحزبي على التراجع عن مقاطعة اجتماع وزير الداخلية وهو العضو سابقا في التنظيم الذي لا تسقط عضويته بالتقادم ومرة عندما أوعزوا لواجهتهم الدينية الشيخ محمد الحسن ولد الددو بإطراء ثلاث سنوات من حكم ولد الغزواني من خلال ذمها بما يشبه المدح.

إن ما أطلق عليه الشيخ الددو مجازا تألم ولد الغزواني لأوجاع الشعب الفقير المريض الجائع كلام لم نجد له دليلا ماديا يسعفه فكم شيدت حكومته الفاسدة من مستشفي خلال الثلاث العجاف وكم مرة زار وهو الذي لا يكاد يبرح مكيفات قصره الموصود أولئك المرضى وهم يكابدون ألم المرض ومشقة الدواء وعناء العلاج خلال سنيه الثلاث المشؤومة، أما كورونا والسيول فمن البديهي أنها أقدار وذكرها والتعذر بها هو من باب توحيد العالم قياسا بتوحيد "فلانة" لكن تقييم مخاطر وأضرار كورونا والسيول وتخفيف تداعياتها والتدخل للتغلب على مخلفاتها هو مسؤولية ولد الغزواني فماذا قدم في هاتين غير الكلام والنواح، ماذا عن الفساد والنهب وتعثر المشاريع وتعيين المدانين بجرائم الفساد أليس كل ذلك بلاء جاء به ولد الغزواني.

إن ربط ارتفاع الأسعار بحرب أوكرانية يشبه كثيرا حيل الخدع البصرية التي تبهر من يشاهدها لكنها سرعان ما تتلاشي وتتبخر تماما كمزحة كذابة فالأسعار في الأسواق الموريتانية ارتفعت قبل الأزمة الأوكرانية بسبب وهن نظام ولد الغزواني أمام جشع التجار أما ارتفاع اسعار المحروقات فليس متعلقا بتلك الأزمة ولا بالسوق العالمية للنفط إنما بفعل الخطأ المتعمد في إدارة المفاوضات مع شركة "أداكس" وتدخل سماسرة قرابة الدم والمصاهرة النافذين وعلى رأسهم "كوشنير" علما، فهل غابت بعض هذه المعطيات الدنيوية عن فضيلة الشيخ الددو ذات انشغال بأمور أخروية أم أن بعض كلام الشيخ هو مجرد اقتباسات من تدوينات سابقة للرئيس محمد جميل منصور أو من وبعض صوتيات الأسير المحرر محمد غلام ولد الحاج الشيخ.

إن اللفتة التي تكرم بها فضيلة الشيخ الددو على الفتى شبو استبطنت عدم اكتراث بأرواح العشرات الذين قضوا بفعل السيول في هذا الخريف الماطر والذين لم يكلف ولد الغزواني نفسه عناء اعطاء أمر شفهي لمكتبه الإعلامي ليغردوا نيابة عنه ترحما على أرواحهم، فإن كان اتصال من ولد الغزواني بمثابة بلسم لولد الفتى شبو فإن رشفة ماء ورغيف خبز وحفنة طحين في الوقت المناسب كانت لتكون احياء لأرواح أطفال أزهقتها المجاعة في أدوابه المغبونين والمهمشين التي لا بواكي لها من العلماء والإعلاميين والمدونين.

لقد أساء ولد الغزواني تسيير موارد الدولة وتهاون في خدمة الشعب وقد أحسنتم فضيلة الشيخ حين لم تقولوا إنه شيد كذا وبنى كذا، حين لم تذكروا أنه أمر بالمعروف كذا ونهى عن المنكر كذا، لقد فهمنا حضرة شيخنا ونحن الخريجون النجباء لمدرسة "الحَكْ زَينْ غَيرْ ما يَنْقالْ كامِلْ " أنك كنت تذم ولد الغزواني بما يشبه المدح.

خونه ولد إسلمو