Header Ads

اعلان

ولد الطائع في حوار مع القبس: الانتفاضة الفلسطينية هزت الأرض تحت أقدام الصهاينة / نص المقابلة

 


بالتزامن مع أحداث حي الشيخ جراح بمدينة القدس الشريف أعاد موقع القبس الكويتي اليوم مقابلة أجراها رئيس تحرير صحيفة القبس الواسعة الإنتشار عام 1988 في القصر الرئاسي بالعاصمة انواكشوط مع الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع.


نشرت القبس، في عدد 26 مارس 1988، حوار رئيس تحرير القبس محمد جاسم الصقر مع الرئيس الموريتاني العقيد معاوية ولد بن أحمد ولد الطائع حول دعم الانتفاضة الفلسطينية التي «هزت أرضاً كانت إسرائيل تعتقد إنها سيطرت عليها». حيث أكد ولد الطائع أن التشرذم العربي هو الثغرة التي يتسرب منها أعداء أمتنا العربية ليعوقوا تقدمها. كما تناول أحداث الشرق الأوسط معلنا أن موريتانيا قطعت علاقاتها مع إيران عندما تأكد لها تعنتها في رفض السلام، وأشار إلى أن هذا الموقف ينسجم مع تعاليم ديننا الحنيف الذي يدعو إلى فرض كل أنواع الضغوط على الطرف الذي يبغي ولا يقبل الجنوح إلى السلم.

وفيما يلي نص الحوار:

كتب محمد جاسم الصقر:

دعا الرئيس الموريتاني العقيد معاوية ولد بن أحمد ولد الطائع الدول العربية إلى دعم الانتفاضة الفلسطينية التي «هزت أرضاً كانت إسرائيل تعتقد إنها سيطرت عليها». وأكد أن التشرذم العربي هو الثغرة التي يتسرب منها أعداء أمتنا العربية ليعوقوا تقدمها.

ووصف في مقابلة معه في قصر الرئاسة بنواكشوط علاقات بلاده مع الدول العربية الأخرى، خاصة في منطقة الخليج بأنها «علاقات أخوة وتعاون ومنفعة متبادلة». وقال إن دول مجلس التعاون ومنها الكويت تسهم بقدر وافر في تحقيق الخطط الإنمائية الموريتانية.

وقال إن موريتانيا قطعت علاقاتها مع إيران عندما تأكد لها تعنتها في رفض السلام، وأشار إلى أن هذا الموقف ينسجم مع تعاليم ديننا الحنيف الذي يدعو إلى فرض كل أنواع الضغوط على الطرف الذي يبغي ولا يقبل الجنوح إلى السلم.

وأكد تأييد موريتانيا لوحدة المغرب العربي الكبير وفي أسرع وقت ممكن، لكنه أبدى أسفه لأن الحرب في الصحراء الغربية ما زالت تحول دون السير في هذا الاتجاه.

وأوضح أن التباين العرقي في بلاده ليس مصدر قلق، وأشار إلى أن ما يقال في الخارج أحياناً عن اضطرابات مرده إلى تحركات مشبوهة تثيرها عناصر مرفوضة لإحداث الفتن والتفرقة. وأكد أن التعايش بين العرب والزنوج الأفارقة في موريتانيا بخير.

* * * * * * *

نص الحديث

* * * * * * *

حديث مع رئيس الدولة الواقعة على الطرف الغربي للوطن العربي

العقيد ولد الطائع لرئيس التحرير: الانتفاضة الفلسطينية هزت الأرض تحت أقدام الصهاينة.. وعلى العرب دعمها

** قطعنا العلاقات مع إيران لأنها الطرف المتعنت في الحرب

** نكافح من أجل التقدم.. وأفردنا مكانة خاصة للاستثمارات العربية

** التعايش بين العرب والزنوج في موريتانيا بخير ونموذج لتواصل الثقافات

** نؤيد وحدة المغرب الكبير وفي أسرع وقت ممكن



 كتب محمد جاسم الصقر:

الرحلة إلى موريتانيا تستحق عناء قطع آلاف الأميال للوصول إليها عبر باريس. فهذه الدولة العربية التي تشكل الطرف الغربي للوطن العربي في أفريقيا هي صلة وصل مع القارة الأفريقية، خاصة بسبب ازدواجية الولاء.

ولذلك يقول رئيس اللجنة العسكرية للخلاص الرئيس الموريتاني العقيد معاوية ولد بن أحمد ولد الطائع عندما قابلته في قصر الرئاسة بنواكشوط إن بلاده تقوم بدور مهم في التقريب بين هذين العالمين (العربي والأفريقي)، ولذلك يستغرب أيضاً أن يكون بلده مجهولاً في المشرق العربي لأن موريتانيا نقلت عبر قرون كلمة الله وجميع صنوف الثقافة والحضارة العربية إلى أفريقيا.

وفي الحديث، دعا العقيد ولد الطائع الدول العربية إلى دعم الانتفاضة الفلسطينية التي هزت أرضاً كانت إسرائيل تعتقد أنها سيطرت عليها.

وأكد أن بلاده قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران لأنها الطرف المتعنت في الحرب.

وأعرب عن تأييده لوحدة المغرب العربي الكبير وفي أسرع وقت ممكن.

وأشار إلى أن موريتانيا تخوض معركة ضارية من أجل التقدم بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة. وأوضح أن بلاده تفرد مكانة خاصة للمستثمرين العرب.

وفي ما يلي نص الحديث:

• موريتانيا يا سيادة الرئيس، دولة عربية وعضو في جامعة الدول العربية وتساهم في صنع القرار العربي الموحد.. ومع ذلك فإننا في منطقتنا ومنطقة الشرق الأوسط العربي عموماً، نحس أن موريتانيا بعيدة عنا، وإلى حد أن البعض يعتقد أنها دولة غير عربية.. ولا شك يا سيادة الرئيس، أن الحكومة الموريتانية مسؤولة إلى حد ما عن هذا الوضع لأنها لا تتحرك لتعريف موريتانيا إلى المواطن العربي عن طريق الوسائل الأخرى، أو عن طريق وسائل التثقيف الأخرى مثل المعارض والمهرجانات.. فهل لديكم خطة للتواصل بين شعبكم وبقية الأمة العربية؟

- أولاً.. أرحب بكم آخر ترحيب في بلدكم الثاني موريتانيا وأطلب منكم أن تنقلوا تحياتي وتحيات الشعب الموريتاني إلى الشعب الكويتي وحكومته الرشيدة وأميرها المعظم أخي الشيخ جابر الصباح.

أما عن سؤالكم فإنني استغرب أشد الاستغراب أن يجهل في أي قطر عربي هذا البلد الذي نقل عبر القرون إلى أقاصي القارة الأفريقية كلمة الله وجميع صنوف الثقافة والحضارة العربية، إننا نشكل الطرف الغربي للوطن العربي ونضطلع بفضل انتمائنا المزدوج إلى القارة الأفريقية والعالم العربي، بدور مهم في التقريب بين هذين العالمين وإقامة تعاون مثمر حقيقي بينهما في وعاء من التضامن التام نصرة لقضايانا المشتركة.

ونعتقد أننا حققنا نجاحات لا بأس فيها في هذا المجال. وبالتحديد فإننا انتهجنا منذ شهر ديسمبر 1984 سياسة انفتاح كاملة.. وأول من توجهت إليهم أنظارنا في هذا الصدد كانوا الأشقاء العرب، حيث تربطنا اليوم علاقات أخوة وتعاون ومنفعة متبادلة مع كل بلد عربي على حدة، إيماناً منا لا يتزعزع بأن مصير هذه الأمة واحد، ويجب أن نعمل من الآن على حسن صياغته.

وبالخصوص فإن علاقات أخوة وتعاون تربطنا بشكل قوي مع كل الأقطار الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، ومن ضمنها دولة الكويت الشقيقة التي يشمل التعاون معها كل المجالات وتسهم بقدر وافر في تحقيق خططنا الإنمائية الناجحة بإذن الله تعالى.

ونحن نلتقي في كل مرة يتاح لنا ذلك مع الأشقاء العرب نتبادل معهم وجهات النظر حول تصوراتنا لما يجب أن يكون عليه التعاون العربي، إذ نعتبر أن العون الشخصي الذي تسديه هذه البلدان بعضها لبعض على شكل قروض أو هبات، لن يكون مجدياً إلا إذا وضع في إطار تكاملي نتوخى عبره مساعدة البلد العربي المستفيد على خلق القاعدة الاقتصادية الصلبة فوق أرضه حتى يستطيع الانطلاق، من ثم بإمكاناته الذاتية.


التشرذم العربي

• الوطن العربي يتعرض الآن لأزمات كبيرة، فهناك حرب الخليج وهناك الاحتلال الصهيوني لفلسطين والأزمة اللبنانية، فبوصفكم زعيم دولة عربية، ألا تعتقدون أن هذه الأزمات لم تكن لتتضخم وتصبح مزمنة لولا غياب الموقف العربي الواحد، وهل في رأيكم تتوافر الآن ظروف لإنهاء الخلافات العربية، تمهيداً للوصول إلى مثل هذا الموقف في القمة العربية المقبلة؟

- إن ظروف الفرقة والتشرذم التي تسود الوطن العربي منذ أمد بعيد، هي بالفعل الثغرة التي يتسرب منها أعداء أمتنا العربية ليعوقوا تقدمها.. ولو كانت مواقفنا موحدة، وصفوفنا متراصة لتغير الأمر واستطاعت أن تحتل أمتنا مكانتها اللائقة بها في مصاف الأمم. وهذا الأمر يجب أن نضعه نصب أعيينا، خاصة أن الخلافات التي تمزق صفوفنا، جانبية ولا تصل إلى جوهر قضايانا المشتركة.

وأنا واثق من أن الإخوة القادة العرب يدركون بحنكتهم وحكمتهم كل هذه المسائل ويعملون جادين على تسويتها وفق ما يخدم تحقيق منعة ورفعة هذه الأمة. وأما عما إذا كانت الظروف ملائمة لرأب الصدع وتوحيد المواقف العربية، فإنني أبادر بالتأكيد أن الظروف مناسبة دائماً، في كل لحظة نخلص فيها النوايا لخدمة أمتنا، لأن نتحاور في هدوء في ما يفرقنا وألا ننشغل بالقضايا الثانوية على حساب القضايا الأساسية التي يجب أن نجند كل الطاقات لتسويتها.

إن هذه المسألة جداً أساسية وتملي علينا ضرورة التصدي لها، حالة التمزق التي تعيشها بلداننا التي تربطها أواصر وثيقة منذ أن كانت، لا بد أن تعلو يوماً على ما يختلق لنا هنا وهناك من هموم ثانوية.

دعم الانتفاضة

• ما رأيكم في الانتفاضة الفلسطينية، وكيف يمكن دعمها عربياً لتستمر وتتصاعد وتؤدي إلى نتائج إيجابية لاستعادة الأرض؟

- إن هذه الانتفاضة هي أخطر ما يمكن أن تواجهه الدولة الصهيونية.. فادعاءاتها بأن ما تقوم به من إجراءات ظالمة هو من باب الوقاية من هجمات محتملة من جانب الدول العربية لم تعد تنطلي على أحد.. إذ تأتي الهزة من أراض كانت إسرائيل تعتقد أنها سيطرت عليها نهائياً.. أرجو أن يكون حكام هذه الدولة الاستيطانية قد فهموا التحدي وأن الإنسان العربي في فلسطين يرفض الاحتلال ويعبر عن ذلك بهذه الملاحم الأسطورية التي تتخذ من الحجارة سلاحاً فتاكاً في وجه دبابات العدو.

وعلى العرب جميعاً أن يؤازروا أهلنا في القطاع والضفة وسائر مدن فلسطين، وعلى رأسها مدينة القدس الشريفة، ويقدموا لهم العون حتى يستعيدوا أرضهم ويتمتعوا بحقوقهم الوطنية كاملة.

• ما الموقف العربي الواجب اتباعه تجاه حرب الخليج لإنهائها، ولدعم العراق بصفته دولة عربية تتعرض للعدوان، خصوصاً أن هذه الحرب بدأت تؤثر في كل دول المنطقة كما تؤثر في الدول التي تستعين بصناديق التنمية في المنطقة لإنجاز خططها التنموية؟

- نحن هنا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية موقفنا واضح من هذه الحرب، فقد ظللنا بعض الوقت ليس باليسير نطالب الطرفين المتحاربين، مع سائر أمم وشعوب المعمورة، بإيقاف هذه الحرب المدمرة، وحقن الدماء الإسلامية التي تراق هدراً في أتونها.. ولما تأكد لنا تعنت أحد الطرفين وهو إيران ورفضه الإصغاء إلى نداءات السلام الوافدة من العراق، قررنا قطع علاقاتنا الدبلوماسية معه إلى أن يعود إلى رشده ويحكم العقل، لا وسائل الدمار، في فض خلافاته أياً كانت طبيعتها مع جاره العراق.

ولسنا هنا في موقف وعظ أو إملاء لإرادتنا على أي أحد، لكننا نعتبر أن هذا الموقف هو الذي ينسجم مع تعاليم ديننا الحنيف الذي يدعو إلى فرض كل أنواع الضغط على الطرف الذي يبغي ولا يقبل الجنوح إلى السلم حتى يفيء إلى أمر الله وينهي الحرب.

وحدة المغرب الكبير

• كيف تنظرون إلى وحدة المغرب العربي الكبير، في هذه الظروف التي تنذر بإحياء منطقة الأزمات الأفريقية؟

- موقفنا من وحدة أقطار المغرب العربي، وفي أسرع الآجال موقف ثابت لا يتبدل وإن عظمت في بعض الأوقات العراقيل التي تحول دون تحقيق هذا الهدف.

وأعتقد أن السمة ذاتها تطبع مواقف أشقائي قادة دول المغرب العربي، لكن كما تفضلتم لا تزال قضية الحرب في الصحراء تقف حائلاً دون التقدم في هذا الاتجاه.

وما نؤمن به هنا في موريتانيا بهذا الصدد، هو ان هذه الحرب طال أمدها، ويجب أن نتعاون جميعاً على إنهائها، توفيراً للطاقات التي تبدد بلا طائل، استعداداً لتسخيرها لتحقيق هدفنا في توحيد المغرب العربي، وهي أمنية غالية على قلوب كل شعوبنا.

• موريتانيا تحتاج إلى الكثير من مشاريع التنمية بمساهمة عربية.. فما مستوى المساعدات العربية لمثل هذه المشاريع؟ وهل تفكرون في إتاحة المجال لمشاريع إنتاجية أو سياحية موريتانية عربية مشتركة؟ وما موقفكم من الاستثمارات العربية في موريتانيا؟

- كما تفضلتم فإن المعركة التي نخوضها من أجل التقدم، ضارية والوسائل المتوفرة لكسبها ليست بالحجم الذي نرضى عنه.. رغم ذلك فإن خططنا الإنمائية تنفذ وفق وتائر معقولة، وتحرز في كل مرحلة نجاحات ملموسة وهذا ما يشهد به المتعاملون معنا على الصعيد المالي والاقتصادي من دول وصناديق.

فنحن ورثنا عن عهود طويلة من سوء التسيير تركة ثقيلة نعمل جادين على تصفيتها بالاعتماد أولاً على قوانا الذاتية، وثانياً على التعاون المثمر مع الأشقاء العرب ودول المجلس الخليجي بالدرجة الأولى، وكذلك بقية أصدقائنا في العالم.

وأغتنم الفرصة لأقدم خالص الشكر لهذه الدول على العون السخي الذي ما فتئت تسديه لنا في كفاحنا من أجل التقدم والرقي.

وفي ما يخص الاستثمار في كل المجالات في موريتانيا، فإننا أفردنا مكانة خاصة للمستثمرين العرب، ضمن قانون الاستثمارات الذي ينظم هذه العمليات في بلادنا. ونحن نرحب في أي وقت، بأي مستثمر عربي يريد أن يساعد في نهضة هذه البلاد التي هي جزء من أمته ووطنه.

الوضع الموريتاني

• سعادة الرئيس، يقلقنا ما نسمعه أحياناً عن اضطرابات في موريتانيا ظاهرة أو كامنة تحت السطح، مثل التباين العرقي بين العنصرين العربي والزنجي.. فما هي حقيقة هذا الوضع.. وكيف تعمل حكومتكم على إزالة هذا التباين؟

- بادئ ذي بدء أود أن أؤكد هنا أن التباين العرقي بين مكونات شعبنا، ليست ظاهرة تنفرد بها موريتانيا عن بقية شعوب العالم.. لكن ربما ما تمتاز به هذه المسألة هنا هو كونها لم ولن تشكل أبداً مصدر قلق لأي فرد من أفراد شعبنا الذي تعايش على أديم هذه الأرض العربية منذ آلاف السنين في وئام وإخاء، يرسخ تكاتفه إيمانه بدين واحد وهو الإسلام دين الأخوة والسلام.

وما تسمعون عنه بين حين وآخر من اضطرابات مرده إلى تحركات مشبوهة تثيرها عناصر مرصودة ومرفوظة من قبل شعبنا، لإحداث الفتن والتفرقة على أسس واهية لا تنجح في إخفاء الدوافع الدنيئة الحقيقية الكامنة وراء تلك النشاطات.

وفي كل مرة تتصدى لها قوى أمتنا وتحيلها وفق النصوص القانونية المعمول بها إلى العدالة التي تقول في حق عناصرها كلمتها النهائية بحرية تامة..

وبعيداً عن التهويلات التي تلجأ إليها بعض الأوساط المعروفة لدينا، فإن التعايش بين العرب والزنوج الأفارقة في موريتانيا بخير، ويعد من الأمثلة النادرة لتواصل غني بين الثقافات المختلفة.. وهذا ما قد يغيظ بعض من لا يصفو لهم بال إلا في أجواء التناحر والتنافر بين البشر.. رغم ذلك فإننا نتعلق جميعاً بالمحافظة على وحدتنا الوطنية.. وهو ما يكفل لنا درجة عالية من الاستقرار وتوفر لنا المناخ الملائم لتنفيذ خططنا التنموية.. وهذه الخطط هي المستهدفة في الواقع ونجاحها يتجدد في ضوئه بقاؤنا على كل الصعد، هذا إيماننا وسنعمل جاهدين على تجسيده.

الوحدات الثنائية

• هل تؤمنون بالوحدات الثنائية بين الدول العربية بما في ذلك دول المغرب العربي كخطوة على الطريق إلى الوحدة العربية الكبرى؟

- نحن نؤمن إيماناً راسخاً بأن أي خطوة في اتجاه توحيد الأقطار العربية، هي مسألة إيجابية نرحب بها وندعو إلى تعميقها، وفي هذا الإطار نعتبر أن مجلس التعاون الخليجي خطوة جبارة في هذا الاتجاه.. وكذلك فإن وحدة أقطار المغرب العربي ستشكل خطوة أخرى إيجابية في حال تحققها عن طريق جمع شمل الأمة العربية بأسرها لتمكينها من رفع تحديات التقدم واكتساب المنعة والهيبة اللازمتين للعب الدور الذي ننتظره لها على المسرح الدولي.

• كيف تنظرون إلى الديموقراطية في بلادكم؟ وما الذي تتخذونه من إجراءات للوصول إلى الحياة الحزبية؟

- لقد وعدت حركة ديسمبر 1984 المواطنين فور تسلمها الحكم أنها ستسعى في مواعيد حددتها، إلى وضع مؤسسات ديموقراطية سليمة في موريتانيا.

وقد بدأنا في سنة 1986 تطبيق هذه الخطوات بإقامة مجالس بلدية منتخبة في عواصم الولايات (المحافظات) ثم أجريت هذه السنة انتخابات مماثلة على مستوى عواصم المقاطعات (الأقاليم) وفي مرحلة لاحقة سيتم مد هذه التجربة إلى بقية المراكز الحضرية في البلاد، إيماناً منا بضرورة إشراك المواطنين في عملية البناء الوطني بخلق الأطر الملائمة لذلك.. وأهم ما تميزت به هذه التجربة هو غياب مرشح باسم السلطة في كل مراحل هذا المسار.

وإلى جانب ذلك، يتم التركيز داخل «هياكل تهذيب الجماهير» وهو إطار تنظيمي يعمق داخله المواطنون وعيهم المدني والسياسي، على تهيئة الظروف الملائمة لخلق الإنسان الموريتاني الجديد الواعي لحقوقه وواجباته والمؤمن بأن هذا البلد يستحق، كغيره من البلدان، أن ينمو ويزدهر بعرق جبين أبنائه، وينفتح بثقة كاملة على الآخرين في تعاون مثمر يعود بالخير على الجميع.

ونحن نحرص في تنفيذ المسار الديموقراطي، على ألا تنتقل من مرحلة إلى تلك التي تليها إلا عندما يكون المواطنون، بفضل تأطير «هياكل تهذيب الجماهير» وحملات محو الأمية.. إلخ.. قد أحرزوا درجة من الوعي تكفي لتمكينهم من ذلك.. ورائدنا في هذا هو تجنيب مواطنينا مرارة الفشل في هذا الطريق الوعر الذي أخفقت في إنجاحه، مع الأسف، شعوب كثيرة. وأملنا وطيد، في أن كل مراحل هذا المسار ستغطي كلا في حينها.

التعريب

• ما هو وضع اللغة العربية في موريتانيا التي ذاقت الأمرين على يد المستعمر الفرنسي.. وما هي الأشواط التي قطعتها لتعريب التعليم وتعريب الصحافة؟

- أبدأ بالإجابة عن الجزء الأخير من سؤالكم لأشير إلى أن الصحافة، سواء كانت مسموعة أو مكتوبة أو مرئية معرَّبة بالكامل (نشرات الأخبار، البرامج.. إلخ) منذ عشرات السنين، وأن العمل يجري بانتظام على تعميق وتجذير هذا الاتجاه.

أما عن الوضعية العامة للغة العربية، فإنها وضعية لغة وطنية يقبل على الدراسة بها كل المواطنين بلا استثناء وتدار بواسطتها المؤسسات في كل القطاعات، إلى جانب اللغة الفرنسية التي لا تحتل اليوم المكانة التي تحتلها في الأنظمة التربوية لعدد كبير من البلدان التي عانت مثلنا من تركة ثقافية استعمارية كبيرة.

أزمات الجفاف

• المعروف أن موريتانيا تعاني من أزمات جفاف مزمنة يترتب عليها النزوح أحياناً، فما هي النتائج المترتبة على هذا النزوح سياسياً واقتصادياً؟

- لقد عانت بلادنا الكثر جراء انحباس الأمطار عنها أزيد من خمس عشرة سنة.. ومن أهم الآثار السلبية المترتبة على ذلك نزوح المواطنين الذين فقدوا كل شيء تقريباً بسبب الجفاف، إلى المدن التي اكتظت بأعداد هائلة من السكان ما كان مقرراً في الأصل أن تستوعبها.

وفي السنوات الأخيرة، بدأت مواسم تساقط الأمطار تنتظم بالتدريج، ما ساعد في عودة الكثيرين إلى القرى التي هجروها تحت وطأة الجفاف.

ونحاول جاهدين أن نثبتهم قدر المستطاع في قراهم هذه بفتح مشاريع فيها أو بالقرب منها، بالإضافة إلى منحهم كل التسهيلات لزراعة الأرض والاستفادة مما تنتجه.. إلخ.

إن ما نعانيه في هذا المجال هو جزء من مظاهر مشكلة التخلف التي لا نزال نواجهها بما أوتينا من قوة، بالاعتماد على ذواتنا والمساعدات السخية التي يقدمها لنا الإخوة والأصدقاء في العالم في إطار نظرتنا إلى صيغة هذا التعاون الذي يجب أن يرتأى فيه أولاً خلق الظروف المواتية لتحقيق النمو الذاتي للبلد المستفيد.

لقطات

•• وزير الصيد والاقتصاد البحري الداه ولد الشيخ أقام حفل عشاء لوفد القبس حضره بعض الوزراء والمسؤولين والشخصيات. كما قابل الوفد وزير الصيد في مكتبه.

•• وزير الإعلام محمد هيبتنا ولد سيدي هيبة قابل الوفد في مكتبه، وتناول الحديث القضايا العربية والثنائية.

•• وزير الداخلية الموريتاني استقبل وفد القبس في مكتبه بحفاوة.

•• المستشار الإعلامي للرئيس الموريتاني إبراهيم ولد عبدالله حضر المقابلة مع رئيس الدولة.

•• مدير العلاقات الخارجية بوزارة الإعلام حمود ولد حادي بذل جهوداً كبيرة لتسهيل مهمة وفد القبس من الوصول إلى المغادرة.

•• السفارة الكويتية في نواكشوط اهتمت بوفد القبس وأقامت حفل عشاء حضره بعض الوزراء والمسؤولين والشخصيات ورجال الأعمال.



 https://alqabas.com/article/5848318 


 

يتم التشغيل بواسطة Blogger.