Header Ads

اعلان

مقتل خاشقجي الأسئلة القاتلة !

 


الاغتيالات هي حيلة الأنظمة الفاشلة, التي يقودها الدكتاتوريون الجبناء, الذين ترتعد فرائصهم توجسا من كل شيء, فكونهم هياكل جوفاء, لا يريدون لشعوبهم أن تتطلع لما يتجاوز أفق بصرهم الأعشى, ومع اختلاف دوافع وأساليب الخرقاء, الذين يخيل إليهم أن الأفكار تذبل فتموت بالتصفية الجسدية لحاملها, لأن ليس فيهم ذي حجر يفقه أو يتعظ, فالبذرة الواحدة عندما توارى الثرى تبعث فيها الحياة من جديد فتنبت سنابل يضاعفها الله إلى ما يشاء, وفي غفلة من النائم المستبد يستيقظ من حلمه مفزع مستلقيا على أرض حقل معتم وقد نضج ثمره, عندها يكتشف هذا القاتل المترف أنه أهلك نفسه, فبقتله لخصم واحد شرس صار له عدو واحد مفترس هو الشعب.

إن قصة اغتيال الصحفي السعودي المرحوم جمال خاشقجي هي حادثة غدر وقتل لرجل مسالم أعزل, لكنها تحولت إلى الفرصة الضائعة التي حاولت أطراف عدة اغتنامها لعلها تبلغ مرام ظل عصيا عليها لعقود وهو أن تزيح المملكة العربية السعودية من صدارة وريادة وقيادة العالم العربي والإسلامي وتلك مكانة لا ينازعها فيها إلا جاهل أو متجاهل لتاريخ الأمتين العربية والإسلامية القديم والحديث, كونها منزلة لا تنال إلا بأمرين قضاهما الله تبارك وتعالى الذي اختار تلك البلاد مأوى لهاجر وإسماعيل ومولدا وموطنا لخاتم الأنبياء والمرسلين وعندما اختار آل سعود ولاة لأمرها منذ الإمام محمد بن سعود حتى يوم الناس هذا فأقاموا فيها العدل ومكنوا للإسلام.

وعلى مر تاريخها تعرضت المملكة  لدسائس ومؤامرات استهدفت موقعها ومكانتها  وما خصها  الله به من احتضانها للحرمين الشريفين وكونها قبلة ومحجا للمسلمين وكانت في كل مرة تنجوا بفضل الله تعالى وحكمة قيادتها ووفاء وإخلاص شعبها, لقد صمدت المملكة بصبر وثبات على الحق في مواجهة حملات إعلامية حاقدة ومتحاملة أبواقها بلا قيم  وأقلامها بلا شرف طفقت تفتري وتلفق لتلطيخ سمعة المملكة دليلها إفك ودم كذب فنسجت القصص الخرافية المشوقة والمثيرة على مدار الساعات دون كلل وبلا وازع وما هي إلا أسابيع حتى لم يعد بمستطاع المُضَلِلين والمُضَلَلين أن يتبينوا خيط الحقيقة الأبيض من دخان كيرهم الأسود وفي مواجهة الأكاذيب المشتتة التي يغذيها الحقد السياسي التليد جاءت الرواية الرسمية للمملكة العربية السعودية متماسكة ومضطردة لا يشوبها تناقض ولا يعيبها تدليس تدعمها الوقائع التي أراد المناوئون طمسها بأسئلتهم القاتلة المبنية على التشكيك في كل شيء حتى لا يصدق أحد الحقيقة وكي يضطر أن يلوذ إلى الفرضيات الصادمة التي لا تجيب على تلك الأسئلة بل تأجل الإجابة عنها كل حين حتى لا يأتي أبدا اليقين, ولتستمر حملة التحريض وتظل القضية حية ومتداولة إعلاميا وسياسيا بغرض الاستفزاز والابتزاز.

لقد تولى القضاء السعودي التحقيق في جريمة الاغتيال واستجوب ووجه التهم وأوقف المشتبه فهم وتمت محاكمتهم نهارا جهارا وبحضور دبلوماسيين غربيين ونطق بالحكم الأولي والنهائي ومارس أولياء الدم حقهم في العفو وقام الملك بأبوة وإنسانية ورفق بمواساة المفجوعين وتحمل ولي عهده المسؤولية السياسية بشجاعة فريدة ومتجذرة لكن الأسئلة القاتلة لم تتوقف عن سفك دم الحقيقة على مذبح المكائد السياسية ولغايات معروفة وها هو تقرير الاستخبارات الأمريكية السري (السحري) يؤكد أن ذلك نوع من الأسئلة فن استخباراتي بامتياز قائم على مبدأ (كي لا أساعدك على معرفة الحقيقة يتوجب أن أجعلك تشكك فيها دائما).     

خونه ولد إسلمو / المدير الناشر لملامح موريتانية
يتم التشغيل بواسطة Blogger.