مسيرة الأربعاء كما تمنيناها و كما كانت !!
دون أحكام مسبقة و دونما تفتيش في هويات و انتماءات و نوايا من شارك
في المسيرة الوطنية ضد التمييز و العنصرية تأكد لنا يقينا صدق و عمق مقولة من فرط
استخدامها في محلها و في غير محلها استلبت الروح من كلماتها و معانيها ألا و هي
مقولة ( ابياظ العين ما يصيب عن اكحالها ) و العكس علميا و جماليا صحيح فلا العين تؤدي
وظيفتها الحيوية في جسم تعتبر من اصغر أجزاءها إن هي فقدت أحد لونيها و لا
موريتانيا دون أحد مكوناتها ستكون تلك الأرض التي تعايش عليها لقرون الأجداد و لا
الوطن الذي ضحى من اجل سيادته و استقلاله و وحدته الآباء و لن تكون طبعا المستقبل
الذي يطمع و يتطلع إلى أن يرثه الأبناء و الأحفاد
لقد اتحدت موريتانيا في تصميم غير مسبوق على أن تنبذ كل تمييز و
كراهية و عنصرية فرسم حشد مسيرة الأربعاء ملامح وجه موريتانيا الحقيقي المشرق
فالجموع تدافعت أجسادها و امتزجت مشاعرها و اتحد هتافها و النفوس يغشاها الود و
الألفة و المحبة مجسدة و مستحضرة غايات و مقاصد أحد أهم واجبات الركن الخامس من أركان
الإسلام و شعيرة من أعظم شعائره و هي رمي الجمرات رجما للشيطان و إغاظة له و
ترغيما
إن المسيرة الوطنية التي طغى على حضورها الشباب برهنت و طمئنت على أن موريتانيا
و لله الحمد بخير رغم الأصوات النشاز التي تسيء استغلال عدالة المطالب الحقوقية سعيا
لتفكيك نسيج هذا الشعب المتلاحم بقوة كلمة التوحيد ذات المفعول و السر الإلهي
المعجز
لقد كانت المسيرة بحق رسالة للداخل و الخارج مضمونها أن الجينات
الموريتانية عصية على التفكيك فهذا المجتمع المتآخي في الإسلام فطرة و كفى اختلطت أنسابه
و امتزجت أعراقه عبر الأجيال بروابط الدم و الرضاعة فهو ذرية بعضها من بعض و تلك
نظرية علمية و اجتماعية لن ينسفها نفخ و نفذ العنصريين لا بالأفواه و لا بالأبواق
ختاما و على الصعيد السياسي على الطرف الذي تخلف عن المسيرة أن يقدم
لجمهوره حصيلة تقويمية شفافة عن خسائرها المعنوية الفادحة بسبب عدم المشاركة في
هذا الحدث الوطني و على الحكومة أن تجتهد في العمل وفق ما جاء في خطاب الرئيس من
توجيهات و تسخر وقتها و خدماتها و مقدرات الوطن لصالح الوطن كل الوطن .
خونه ولد اسلمو
المدير الناشر لموقع ملامح موريتانية